دخل الحارس فوزي شاوشي التاريخ الكروي دوليا من بابه الواسع بتألقه الكبير في المباراة الفاصلة التي جمعت منتخب بلاده بنظيره المصري، من خلال مساهمته بقسط كبير في عودة ''الخضر'' إلى المونديال بعد 24 سنة من الغياب. فكان بطلا بمعنى الكلمة وأبكى 80 مليون مصري كانوا يتأهبون للخروج لبدء الأفراح انطلاقا من الخرطوم.
رغم قلة تجربته دوليا، باعتباره خاض المباراة الرابعة مع المنتخب الوطني التي كانت الأولى رسميا. ورغم تخوّف أنصار الملايين من الجزائريين من مشاركته في هذه المواجهة نظرا لقلة تجربته وكذا حجم المباراة والمسؤولية الكبيرة التي كانت تنتظره في حال عدم تألقه، إلى درجة أنه حبس أنفاس الجزائريين قبل المباراة، فإن ابن برج منايل ''ولاية بومرداس'' أثبت مرة أخرى أنه حارس من طينة الكبار في أول لقطة ساخنة مع بداية المباراة حين تصدى لرأسية عماد متعب، وهي اللقطة التي خفّفت عنه عناء ضغط المباراة وأعطته ثقة أكبر في نفسه وفي إمكاناته. وبالمقابل أدخلت الشك في نفس المدرب المصري حسن شحاتة الذي كان يراهن على نقص تجربة شاوشي لتحقيق الفوز، باعتباره كان يقول دوما أن نقطة ضعف المنتخب الجزائري تكمن في منصب حارس المرمى، موجها انتقاده للحارس الأساسي الوناس فواوي، ليخلص ضمنيا إلى نتيجة مفادها أن الحارس الثاني لا يمكنه أن يكون أفضل من الأول، ليفاجأ في النهاية بأداء جيد للحارس شاوشي الذي تصدى لعدة فرص حقيقية للتسجيل. لقد أخطأ ''المعلّم '' شحاتة في تقديراته لأن الجزائر أصبحت تملك حارسين كبيرين سيكون لهما شأن كبير سواء في نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا في جانفي المقبل أو في نهائيات كأس العالم في جوان المقبل بجنوب إفريقيا. أما العارفون بخبايا الكرة المستديرة في بلادنا، فقد كانوا لا يخشون على الحارس شاوشي ومستواه الفني، اقتناعا منهم أن إمكاناته ترشحه ليكون له شأن كبير في المستقبل، وإنما مزاجه المتقلّب الذي غالبا ما كان يفقده تركيزه عندما يستفزه المنافس. وما دام الجميع يعرف جيدا استفزازات اللاعبين والمناصرين المصريين، فقد كانوا يخشون عدم تحكمه في أعصابه، وبالتالي يخرج من المباراة ، غير أن العمل البسيكولوجي الذي قام به الطاقم الفني، سواء كان سعدان أو مساعده جلول أو مدرب الحراس بلحاجي لدعوته إلى التحلي بالاحترافية، فكان بمثابة التلميذ النجيب الذي يحفظ جيدا الدروس، مما أهّله ليكون أحد صانعي جسر العبور إلى جنوب إفريقيا.